التقينا .. بعد عنادنا الطويل
جلسنا .. كلانا في مقابلة الآخر
إلا أننا لا ننظر لبعضنا البعض
عيوننا تهرب من التلاق !!
وقلبانا ينبضان بشدة .. يكاد صوتهما يصم الآذان
كان الليل .. قد بدأ ينشر ستائره المظلمة
وبرودته باتت تغلف المكان .. وتغلفنا
أو ربما الصقيع المستبد بقلبينا هو ما نشعر به !!!
هل كان هذا .. أفول لشمس حبنا ؟؟!!!
وبداية .. لليل الذكريات ؟؟؟!!
هل كان هذا .. غياب ربيع أشواقنا ؟؟!!!
وبداية خريف الهجر ؟؟؟!!
هل كان هذا .. ينبوع الحنان الذي جف .. فبتنا عطشى من بعده ؟؟؟!!
أقبل الليل علينا بظلامه .. ومازلنا صامتين !!
لم نتفوه بكلمة واحدة
وكل ما نسمعه حولنا هو .. الصمت !!
الألم .. المتخلف جراء الوداع ..
أترى لدينا المقدرة حقا على ..
فراق .. بعضنا البعض ؟؟!!!
أتراه حقا آخر يوم سنلتقي فيه .. وآخر مكان يضمنا سويا ؟؟!!!
أسئلة أطرحها بداخلي .. فقط !!!
فلم أعد قادرة على التفوه بها وإن كانت
مجرد .. تساؤلات !!!
ومازلنا صامتين ...
وعندما تأخر الوقت بنا ..
مددنا يدينا .. تصافحنا !!
ولأول مرة .. لا أشعر بدفء يديه !!!
ودونما تلاقي أعيننا
سرنا سويا .. متباعدين !!
ويكأننا لم نعد نحب بعضنا البعض !!!
أو أننا لم نكن متشاركين في هذين القلبين !!!
تتباعد خطانا وتتباعد أيدينا .. بعدما
كانت في كل لقاء .. متشابكتين !!!
فلم تعد يده تحتضن يدي
كما كان .. في كل لقاء
ولم تعد عيناه تغمرني .. بأشواقه
كما .. أمس !!
ولم يعد هناك ذاك السحر ..
الذي يجعلني أسمعه دونما .. كلام
ويفهمني دونما .. حديث !!!
ذاك السحر الذي يربط
قلبينا .. أين ذهب ؟؟؟!!!
ماذا حدث ؟؟!!!
لماذا انقطع التواصل .. بيننا ؟؟!!!
ما الذي حدث لنا ؟؟!!!
لِمَ حل الصقيع محل الدفء ؟؟!!!
ولماذا تباعدت خطواتنا
وحادت ..عن طريقنا ؟؟!!!
ولماذا تخلت يده عن يدي ؟؟!!!
ما الذي حدث لحبنا ؟؟؟!!
افترقنا ...
ولأول مرة نفترق دون .. وداع
ودون أن نحدد ميعادا جديدا للقاء جديد
لم أكن أعلم وقتها أنه كان آخر يوم يجمعنا لقاء
وأن هذا ما كان إلا .. ليل
يحتضن بقايا حبنا
ولكنه كان .. ليل أخير ...